- شهر رمضان شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجريّ، وقد جاء الأمر الإلهيّ للرسول صلى الله عليه وسلم بصيامه في السنة الثانية من الهِجرة النبوية، وقد صام الرسول الكريم رمضان لتسع سنوات، وإحداها أثناء غزوة بدرٍ الكبرى.[١] فصيام رمضان هو الرُّكن الرابع من أركان الإسلام، وقد أجمع العلماء على وجوبه ومن أنكره فقد كفر، قال الله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[٢] ووقت الصِّيام يبدأ من بعد أذان الفجر الثاني، وهو وقت البياض المعترض في الأفق، وينتهي بغروب الشمس، قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [٣]. كيفية ثبوت دخول شهر رمضان يثبت دخول شهر رمضان بإحدى الطرق الآتية: [٤] رؤية الهلال من قِبَل الشخص نفسه، قال الرسول الكريم: (صوموا لرؤيته). [٥] الإخبار عن رؤية الهلال من قِبل شخص مكلّفٍ ذو دينٍ وأمانة فيُصام على شهادته. اكتمال عِدّة شهر شعبان السابق لرمضان ثلاثين يوماً، عندها لا داعي لتحرّي الهلال. فوائد صيام شهر رمضان تعدّدت فوائد الصِّيام، واختلفت في مضامينها، ومنها: الفوائد الصحيّة من الفوائد الصحيّة للصيام ما يأتي: [٦] الانقطاع عن الغذاء طوال اليوم يجعل الجسم يغذي نفسه من المخزون الداخلي في الأنسجة وحرقها (باستثناء القلب والأعصاب)، ما يحافظ على أنسجة الجسم صحيّة بعيداً عن تراكم المخزون الغذائي فوق الطبيعي. وتكون كميّة المخزون في الجسم 40%-45% دون أيّة أخطار على الصحّة، وهو الأمر الذي يساعد على تبدّل كريات الدم الحمراء كبيرة العمر بأُخرى شابّة. يحافظ الصوم على حجم الكليتين، لكن حجم الكبد يتقلّص نتيجة انخفاض نسبة الجليكوجين (السكر المختزن) بسبب التغذية الذاتية للجسم، إلا أن انخفاض هذا المخزون لا يؤثّر سلباً على تركيب خلايا الكبد أو يمسّها بسوء. يحصل القلب في فترة الصِّيام على راحتة أعلى من الأيام العادية، فتنخفض الضربات القلبية إلى 60 نبضة، ليخفّ العبء بمعدّل 28800 دقة كل 24 ساعة. الفوائد التربوية الأخلاقية من الفوائد التربوية والأخلاقية للصيام ما يأتي: [٧] يتعلّم المسلم من خلال الصِّيام بالسيطرة على شهواته، فيتحكّم بها ويكبحها، وبهذا يكون قادراً على التحكّم برغباته دون الإضرار بحاجاته الجسدية. الصوم مدرسة للجود؛ فيجود المسلم بماله للمحتاجين، فهو يشعر بجوعهم وحاجتهم، ويجود بوقته في مساعدة الآخرين ومدّ يد العون لهم. يُنمّي الصِّيام في النفس حب عمل الخير، ويدرّبها على الإكثار منه وملازمته كلّما أُتيحت الفرصة، فالعمل الصالح في هذا الشهر تتضاعف، الأمر الذي يُشجّع المسلم على الإكثار من الأعمال الصالحة طمعاً في الأجر. يساعد الصِّيام على الالتزام بالقواعد والقوانين، واحترام الحدود المرسومة، دون زيادة أو نقصان. يكسر الصِّيام الكِبَر في القلب، فيرى الأعداد العظيمة من المسلمين المقبلين على العبادات، فيقوم بدوره بالسعي إلى المزيد من العبادات ليلحق بمن سبقوه، دون النظر إلى مكانتهم الاجتماعية. يُشجّع الصِّيام على السرّية في أعمال الخير، فالصِّيام مبنيّ على العلاقة بين العبد وربّه دون تدخّلات أو حاجة إلى أن يعرف الجميع بذلك، فيتصدّق صمتاً، ويساعد الآخرين صمتاً. الفوائد الدِّينية العقائديَّة من الفوائد الدينية للصيام ما يأتي: [٧] يهدف الصِّيام في رمضان إلى تجديد النيّة، وتنقيتها ممّا عَلِق بها، واحتساب هذه النية عند الله تعالى، لقول الرسول عليه السلام: (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ). [٨] تتجدّد العلاقة بين المسلم وربّه في رمضان، من خلال قراءة القرآن الكريم، والابتعاد عن المُحرّمات، وتطبيق السّنة النبويّة، والإقبال على صلاة التراويح وقيام الليل. تجتمع أركان الإيمان في الصِّيام: قول القلب الذي يكون بالتصديق والإيمان بالصِّيام، وعمل القلب الذي يكون بالاحتساب، وفعل الجوارح الذي يكون بالابتعاد عن المحرّمات. يساعد الصِّيام المسلم على التأقلم بسرعة عند تغيّر الظروف، فيصبح أكثر مرونة وتقبُّلاً لتقلّبات الحياة السريعة. يزيد الصِّيام من روحانيّة المسلم، ونقاء روحه، وارتقائه عن الشهوات والحاجات الماديّة. يُعلّم الصِّيام المسلم فقه الأولويّات، فيعرف أهميّة الأعمال الصالحة، ومستوياتها، فيرتّبها حسب ذلك السُلَّم، كما يُربّيه على فقه الاختلاف، فإن كانت هذه الدولة قد رأت هلال رمضان وبدأ الصِّيام، فإن الدولة المجاورة لم تره، وبهذا يقبل المسلم التنوّع والمرونة في التعاليم الإسلامية. الفوائد النفسيَّة من الفوائد النفسيَّة للصِّيام ما يأتي: [٩] صقل لقدرات النفس وتهذيبها، إذ يتيح الصِّيام فرصة التدريب على التوازن الداخلي الإيجابي، فينعكس على الفرد والمجتمع. التدرّب على تهذيب الشهوات وكبحها، وتقوية الإرادة والعزيمة والإصرار على الوصول إلى الهدف الذي يحدّده الشخص لنفسه. التحكّم بالسلوكات الشخصية، ومحاسبة الذات، وتنمية الضمير. التدرّب على الاسترخاء، والقبول والتقبّل، والتعايش حسب الظروف المتنوعة. تنمية الشعور بالآخرين، مشاركتهم وجدانياً، والحديث عن الشعور الداخلي والوجداني للفرد. القدرة على تحمّل الضغوط النفسية، ومواجهة المشاكل النفسية، وحلّها فرديّاً جون اللجوء إلى المساعدة.